إن نسبة كبيرة من المصريين لم يعايشوا بحكم السن حروب أمتهم انتصارا وانكسارا. البعض منهم قرأ أو سمع أصداء بعيدة لما جرى عام 48، و 56، و 67، 73. و ليس من قرأ وسمع كمن عاش واكتوى بالهزيمة وفرح بالانتصار.
وإذا كان الجميع يؤكدون ضرورة استخلاص الدروس؛ فلعل استخلاصها من الهزائم أهم من استخلاصها من الانتصارات، وذلك لأن الانتصارات بحكم ما تحمله من ذكريات مشرقة سعيدة تكون أكثر جاذبية ومن ثم يكون الإقبال على التنقيب متابعة قراءة المعرفة سر الهزيمة ومفتاح النصر →
تقول الحكمة الشعبية «العند يورث الكفر» ولعل ذلك الربط الشعبى العبقرى بين العند والكفر يشير إلى أن ما يجمع بينها هو الإنكار.
إنكار التغير مهما يكن صارخا، والاستعلاء على الاعتراف بالخطأ والتمسك به، والإصرار على رأى أو موقف محدد مهما ترتب على ذلك الإصرار من كوارث للفرد أو للمجتمع على حد سواء. ولما كانت للمصطلحات سمعتها الاجتماعية شأن الأفراد، ونظرا لأن صفة «العند» قد اكتسبت سمعة سلبية منفرة، فقد لجأنا كما هو معتاد إلى إلصاقها بغيرنا، أما إذا ما تعلق الأمر بنا متابعة قراءة العند يورث الكفر →
ورد في حديث السيد الرئيس مع رؤساء تحرير الصحف القومية عبارة أراها بالغة الأهمية حيث قال «لا توجد دولة أو مواطنون يقدرون على العيش بلا أمل» وهو قول صحيح تماما علميا وتاريخيا. لم يكن ممكنا أن نتجاوز هزيمة بحجم هزيمة 67 لو لم نحتفظ بالأمل الذي تحول إلي انتصار 73؛ وكانت أقصي أماني العدو أن نفقد هذا الأمل ونسلم بدوام الهزيمة والانكسار.
لقد تحققت هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وجيشها قادر علي القتال ممتلكا أسلحته ومعداته؛ ولكن هول قنبلة هيروشيما التي لم تدمر الجيش الياباني أفقد الشعب الياباني آنذاك الأمل في استمرار القتال. متابعة قراءة حديث الرئيس وصناعة الأمل →
كنت أظن أن مسئولية ما نشهده من مظاهر تشدد دينى تقع على عاتق الدعاة ولكنى حين راجعت نفسى تبين لى أنه ليس صحيحا أن الداعية المتطرف يمكن أن يوجد جمهورا متطرفا، بل الأقرب للحقيقة أنه يخاطب جماهير جاهزة للتطرف متعطشة لغطاء دينى يرفع عن كاهلها التحرج من تطرفها.
حين يشاهد البعض متحسرا صورا للأسر المصرية فى الستينيات على الشواطئ وفى الجامعات يبدو له كما لو كنا جميعا آنذاك هكذا. إن جميع تلك الصور حقيقية بالفعل؛ ولكنها لا تعكس كل الحقيقة، فثمة من غابوا عامدين أو تم تغييبهم قصدا عن تلك الصور. إنهم أبناء التيار المصرى المحافظ بصرف النظر عن تواضع حجمهم النسبى آنذاك. متابعة قراءة متى وكيف تطرف المصريون؟ →
الإسقاط مفهوم نفسى قدمه فرويد، ويعد أحد المفاهيم المحورية فى نظرية التحليل النفسي، وهو آلية دفاعية لاشعورية يلجأ إليها الفرد تخفيفاً من وطأة القلق الناتج عن مخاوف وشهوات وعدوانات غير مشروعة أو مقبولة من المجتمع أو من الأنا الأعلى،
وفى حقيقة الأمر فإن مثيرات القلق تتخطى تلك الحدود لتشمل «الغموض» مصدر لإثارة القلق. ويتفاوت البشر فى درجة تحملهم للغموض بمعنى الاستمرار فى إدراك الموقف الغامض باعتباره غامضا عصيا على التفسير؛ ولا ينفى ذلك التفاوت حقيقة أن الموقف الغامض مثير لقلق لا سبيل للتخلص منه أو التخفيف من وطأته إلا بالتقاط أواصطناع تفسير يزيل القلق أو يخفف منه حتى وإن كان مجافيا للحقيقة، بل وحتى إن كان مثيرا للخوف؛ فالخوف من خطر معلوم يقل كثيرا عن خوف المجهول. متابعة قراءة الغموض المدمر →
أستاذ علم النفس السياسي – كلية الآداب – جامعة عين شمس