المرء أسير ما ألفه من أساليب حل المشكلات؛ أساليب اختبرها بالفعل وتيقن من جدواها وفاعليتها؛ويظل متمسكا بها ولو إلى حين مهما تغير الواقع من حوله، يصدق ذلك فى رؤية الأسلوب الأنسب فى تربية الأطفال بمقدار صدقه فى التحليلات السياسية وما يتبعها من أساليب التعامل مع الواقع، ويصبح العائق الأكبر هو النفور من مشقة إعادة النظر فى مدى صلاحية النظارات القديمة للتعامل مع واقع جديد؛ وتفضيل الاستمرار فى استخدام النظارات القديمة حتى لو أدى استخدامها إلى رؤية ما لم يعد موجودا، أو العجز عن رؤية ما أصبح واقعا قائما بالفعل.
ولعل نظرة عابرة إلى تراث علم النفس السياسى فيما يتعلق بصعوبة تغيير الصورة الذهنية وما يرتبط بها من صعوبة تغيير نمط التفكير تضعنا على بداية الطريق نحو فهم ما يجرى حولنا. متابعة قراءة مخاطر احتكار الوطنية →
وقعت للمرة الأولى على تعبير «الأهداف الهيكلية» خلال متابعتى ما نشر عن قضية جاسوسية شهيرة. كانت قواتنا المسلحة تقيم هياكل تشبه الطائرات ليختلط الأمر على العدو فيوجه نيرانه إليها بعيدا عن الطائرات الحقيقية؛ وكانت مهمة الجاسوس أن يبعث إلى العدو بخرائط تبين ما هو حقيقي، وما هو هيكلى من تلك الأهداف.
وتذكرت أيضا ملحة نرددها أحيانا على سبيل الفكاهة تتحدث عن شخص وقف فى الشارع تحت عامود نور يبحث عن شيء مفقود متابعة قراءة ليس دفاعا عن الأزهر بل عن الوطن →
لقد تمكن ناصر ببراعة من تكوين تنظيم سرى استمر لسنوات بعيدا عن اختراق السلطة؛ وذلك يعنى قدرته الفائقة على انتقاء من يمكن الوثوق بهم، وكان السادات ضمن الذين انتقاهم ناصر بالهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار، ولا نتصور أن ناصر لم يكن يعرف ملابسات عودة السادات لصفوف الجيش و ما تردد عن التحاقه بالحرس الحديدي، وإلا لكنا نلصق بعبد الناصر صفات لا تليق.
و حين تعرض ناصر لنوبة قلبية فى سبتمبر سنة 1969 وضع السادات على رأس لجنة تتولى تسيير شؤون الدولة فى غيابه متابعة قراءة ناصر والسادات و مسيرة وطن →
أستاذ علم النفس السياسي – كلية الآداب – جامعة عين شمس