لا بد لنا هنا من تفرقة بين مصطلحين غالبا ما يتداخلان وينجم عن تداخلهما آثار مدمرة: مفهوم المستقبل ومفهوم الغيب. المفهوم الأخير مفهوم ديني خالص فالغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى كالحياة بعد الموت فضلا عن موعد وظروف الوفاة وما إلى ذلك؛ ومن ثم فإنه لا يخضع بتاتا للبحث العلمي، ولا شأن للعلوم الوضعية به مطلقا؛ أما المستقبل الذي نعنيه فهو التنبؤ الموضوعي لمسار ظاهرة معينة. والمتأمل لتاريخ العلوم يلحظ بوضوح أن ذلك الخط الفاصل بين الغيب والمستقبل لم يكن ثابتا عبر التاريخ، فكثير مما كان يعتبر غيبا أصبح جزءا من المعرفة العلمية كمعرفة نوع الجنين أو أسباب الزلازل أو حركة الكواكب إلى آخره. متابعة قراءة واقع علم التنبؤ فى بلادنا