يتميز العنف السياسى كما سبق أن أشرنا بخاصية أنه عنف رمزى بمعنى أنه حين يستهدف أفرادا فإنه يستهدفهم باعتبارهم رموزا؛ ولتلك الخاصية عدة نتائج:
(ا) مادام العنف السياسى موجها أساسًا إلى الفرد بصفته الرمزيّة، أى باعتباره ممثلا لجماعة ، فإن انتفاء هذه الصفة يخفف من درجة العنف الموجه إليه ، وإن لم يكن يعنى بالضرورة انتهاء التهديد تمامًا. ففى بعض الأحيان يوجه العنف إلى رموز بعد أن فقدت مواقعها، وانتفت بالتالى صفتها التمثيلية ، بحيث يبدو الأمر للوهلة الأولى كما لو كان انتقامًا شخصيًا فحسب. ولكن نظرة متعمقة قد توضح أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق. فالعنف فى هذه الحالة أيضًا إنما يكون بمثابة رسالة إلى الآخرين مؤداها متابعة قراءة سمات ممارس العنف السياسى→
للعنف تصنيفات تفوق الحصر، وهى تتوقف فى النهاية على الهدف العملى للقائم بالتصنيف، وعلى التعريف الإجرائى الذى يلتزم به.
ولعل تعبير «التعريف الإجرائي» الذى تكاد تنفرد به العلوم الإنسانية يجسد مشكلة ارتباط تعريف الظاهرة موضع البحث بهوية وأهداف القائم بالتعريف.
ونظرا لتلك الإشكالية المنهجية، فقد تعددت تصنيفات ممارسات العنف بحيث تشمل مدى واسعا من التصرفات ابتداء من نظرة غاضبة أو لفظ جارح أو حتى تجاهل مهين و لو بالصمت، إلى جميع أشكال إيذاء الذات متابعة قراءة عن أى عنف نتحدث→
هل ثقافة العنف نتاج لممارسة العنف؟ بمعنى أن العنف يخلق ثقافته؟ يميل البعض إلى هذا الرأى مستدلين بأن تكرار وشيوع ممارسات العنف
المتبادل بين الأفراد أو بين الجماعات يجعل من ذلك العنف ممارسة عادية مقبولة و من ثم يصبح تحبيذ العنف ضمن مكونات البناء القيمى والنسيج الثقافى السائد فى مجتمع معين،مشكلا ما يعرف بثقافة العنف.
ويميل البعض – فى المقابل – إلى النظر إلى ممارسة العنف باعتبارها نتاجا لثقافة العنف، بمعنى أن ممارسة العنف لا تنبع من فراغ بل تعبير عن ثقافة سائدة بالفعل متابعة قراءة العنف بين الممارسة والثقافة→
نردد كثيرا تعبير ضرورة اجتثاث جذور الإرهاب وكيف أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي؛ وينصرف الذهن عادة إلى تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب.
وقد نمضى خطوة أبعد من مجرد التصدى للأفكار وتحديث الخطاب الدينى للحديث عن ضرورة تنمية المجتمع والقضاء على الفقر والعشوائيات وتطوير التعليم ومحو الأمية إلى آخر قائمة طويلة من العلل الاجتماعية التى لا جدال فى ضرورة التصدى لها ولكن السؤال يظل قائما: ترى لو تحقق كل ذلك رغم صعوبته سوف نشهد نهاية للفكر الإرهابي؟ متابعة قراءة وهم القضاء على الجذور الفكرية للإرهاب→
يختلف الفعل الإرهابى من المنظور السلوكى النفسى عن أفعال عديدة قد تماثله فى ظاهر السلوك، بل وقد تفوقه فى فداحة النتائج،
كما فى حالات العنف الوحشى الذى يقدم على ارتكابه الجنود النظاميون خلال الحروب أو غيرها من المواجهات العسكرية، ففى مثل تلك الحالات يقوم الجنود بما يقومون به كجزء من مهام وظيفتهم كمقاتلين محترفين لا يملكون الامتناع عن أداء تلك المهام دون التعرض للعقاب.
تعريفات الإرهاب عديدة تفوق الحصر، تتباين بتباين تخصصات أصحابها، ومواقعهم، بل ونياتهم أيضا؛
ولسنا بصدد الخوض فى عرض أو تفنيد تلك التعريفات. و لنتفق على تعريف محدد للسلوك الإرهابى يأخذ فى اعتباره تعدد التعريفات المطروحة، كما يضع فى اعتباره أيضا هوية الكاتب كمتخصص فى علم النفس السياسي:
«السلوك الإرهابى سلوكٌ اختياري، مخطط؛ يلحق أضرارا بالمدنيين، ويتضمن مخاطرة بحياة من يقوم به، و يكون إطاره التفسيرى من وجهة نظر صاحبه إطارا فكريا أو سياسيا أو عقائديا».
ترى ما الذى يحكم انتشار أفكار بعينها لتتحول إلى حركة إرهابية تمارس العنف محليا أو إقليميا أو عالميا؛
فى حين يقتصر انتشار بعض تلك الأفكار بحيث لا يتجاوز نطاق جماعة بشرية بعينها؟، ولماذا تظل بعض الأفكار داخل حدود فكر صاحبها بحيث تبزغ و تنتهى ربما دون أن ينطق بها؟. ترى هل تظل ملامح الفكرة إذا ما قيض لها الانتشار ثابتة على ما هى عليه منذ نشأتها الأولي، أم أن ما يجرى على البشر من دورات للنمو يجرى على الأفكار كذلك فتنتقل من طور الطفولة إلى الفتوة فالكهولة فالشيخوخة فالذبول فالاندثار؟ متابعة قراءة مسار تحول الأفكار النظرية إلى أفعال إرهابية→
يواجه الأزهر فى الفترة الأخيرة موجات متتالية من الانتقادات؛ ومن المفهوم أن توجه تلك الانتقادات ممن ساءهم وقوف فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر فى صدارة تلك الصورة التاريخية لمشهد 30 يونيو، و ذلك بصرف النظر عن اختلاف وجهات النظر بشأن مشاركة الرموز الدينية فى العمل السياسي.
غير أن ما يستوقف النظر هو اتجاه تيار من الأصدقاء التقدميين التنويريين الثوريين الليبراليين للسير فى ركاب تلك الموجة من الهجوم؛ رغم أن العديد منهم يعتبرون أنفسهم من أنصار بل وأصحاب مشهدى 25 يناير و30 يونيو.
لا أعرف لماذا يأخذ هؤلاء الأصدقاء على الأزهر إحجامه عن تكفير داعش؟ ألا يعنى ذلك الدعوة لتأكيد سلطة الأزهر فى التكفير؟ وسلطته فى إضفاء غطاء دينى لقتل الكفار؟ متابعة قراءة الأزهر والليبراليون وتكفير داعش→
ورد في حديث السيد الرئيس مع رؤساء تحرير الصحف القومية عبارة أراها بالغة الأهمية حيث قال «لا توجد دولة أو مواطنون يقدرون على العيش بلا أمل» وهو قول صحيح تماما علميا وتاريخيا. لم يكن ممكنا أن نتجاوز هزيمة بحجم هزيمة 67 لو لم نحتفظ بالأمل الذي تحول إلي انتصار 73؛ وكانت أقصي أماني العدو أن نفقد هذا الأمل ونسلم بدوام الهزيمة والانكسار.
لقد تحققت هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وجيشها قادر علي القتال ممتلكا أسلحته ومعداته؛ ولكن هول قنبلة هيروشيما التي لم تدمر الجيش الياباني أفقد الشعب الياباني آنذاك الأمل في استمرار القتال. متابعة قراءة حديث الرئيس وصناعة الأمل→
لقد تمكن ناصر ببراعة من تكوين تنظيم سرى استمر لسنوات بعيدا عن اختراق السلطة؛ وذلك يعنى قدرته الفائقة على انتقاء من يمكن الوثوق بهم، وكان السادات ضمن الذين انتقاهم ناصر بالهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار، ولا نتصور أن ناصر لم يكن يعرف ملابسات عودة السادات لصفوف الجيش و ما تردد عن التحاقه بالحرس الحديدي، وإلا لكنا نلصق بعبد الناصر صفات لا تليق.
و حين تعرض ناصر لنوبة قلبية فى سبتمبر سنة 1969 وضع السادات على رأس لجنة تتولى تسيير شؤون الدولة فى غيابه متابعة قراءة ناصر والسادات و مسيرة وطن→
أستاذ علم النفس السياسي – كلية الآداب – جامعة عين شمس