للتخصص العلمى قدسية ورهبة تصد عنه العامة وتكاد تغلقه على أهل الاختصاص. ورغم ما تثيره تلك الواقعة من جدل حول مبررات ذلك السياج ومعقوليته بل وشرعيته أيضاً، إلا أن كل ذلك لا يقلل من كون تلك الواقعة حقيقية وقائمة بالفعل، فالعامة حيال كل علم متخصص يكاد ينتظمهم موقف موحد مؤداه أن القول الفصل فى قضايا ذلك العلم مقصور على المتخصصين فيه، ومن الجانب المقابل، فإن أهل الاختصاص بالنسبة لكل علم يكاد ينتظمهم نفس الموقف أيضاً فهم يغلقون الباب على قضايا تخصصهم، ولا يفتحونه إلا بمقدار، ولمن أوتى قدراً معلوما – يحددونه هم – من المعرفة والخبرة فى مجال تخصصهم، ولقد ارتضى الجانبان – العامة وأهل الاختصاص – لأنفسهم هذا الموقف فى العديد من مختلف مجالات التخصص العلمي، حتى أن صفة «عدم التخصص» كادت تصبح تهمة تحرم صاحبها حق المشاركة فى متابعة قراءة علم النفس علم مثير للجدل (1)
أرشيف التصنيف: مقالات
سيكولوجية القرارات الاقتصادية
تشهد بلادنا أخيرا تواتر العديد من القرارات الاقتصادية التى يتخذها خبراء الاقتصاد بناء على توجهات السلطة، وأيضا على توقعاتهم «العلمية» لسلوك الأفراد؛ ويتوقف صدق تلك التوقعات على دقة قراءة العوامل التى تدفع الأفراد فى سياق اجتماعى تاريخى معين لاتخاذ قراراتهم الاقتصادية. لقد أرجع فرانسيس فوكوياما -المفكر الأمريكى اليابانى الأصل-التفوق الاقتصادى اليابانى إلى عنصر الثقة الذى يؤدى إلى سرعة إتمام الاتفاقات، وتوفير جزء من الوقت الذى يضيع فى الكثير من الإجراءات، كذلك المال الذى ينفق على مكاتب المحاماة، كما أرجع ضخامة حجم الاقتصاد الأمريكى إلى اعتماد الأمريكيين بشكل واسع على متابعة قراءة سيكولوجية القرارات الاقتصادية
ناصر و التنظيم السياسى المستقل
لعل أحدا لا يجادل فيما يحيط بصورة ناصر من جماهيرية بعد مضى سنوات طوال على رحيله فى مثل هذه الأيام. وقد اختلف الكثيرون حول تبرير تلك الجماهيرية إلى حد انزلاق البعض إلى اتهام الجماهير المحبة لعبدالناصر بالغفلة أوالسذاجة، وللحقيقة فإن تلك الجماهيرية لم تكن مثارا لتعجبى منذ رحيله المفاجئ؛ فليس مستغربا مثل ذلك الحنين الجارف إلى عصر يوزع أرض الأغنياء على فقراء الفلاحين، ويضمن عدالة توزيع الطلاب على الجامعات وفقا لمجموعهم و يوفر لكل خريج وظيفة تكفل له حياة لائقة إلى آخر ملامح الصورة الناصرية.
ما استوقف نظرى ومازلت أسعى لتفسيره هو تواضع الحجم الجماهيرى للأحزاب والرموز الناصرية المعاصرة مقارنة بحجم الجماهير الناصرية. ترى لماذا لم متابعة قراءة ناصر و التنظيم السياسى المستقل
مواجهة الواقع شرط لتطويعه
قامت الحضارة البشرية على قدرة البشر على تطويع الواقع بحيث يصبح أكثر ملاءمة لاحتياجاتهم.؛ ويتحقق ذلك من خلال الرصد الموضوعى لتفاصيل ذلك الواقع سعيا لفهم القوانين التى تحكمه، ومن ثم القدرة على تطويعه؛ ويتجسد ذلك من حولنا فى العديد من الاختراعات والمنجزات من أجهزة التكييف إلى أجهزة الاتصال إلى العقاقير والسدود إلى آخر قائمة لا يمكن حصرها.
ولا تقتصر ضرورة تطويع الواقع على الواقع المادى فحسب؛ بل تمتد إلى تطويع الواقع الإنسانى بأوجهه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية؛ وإذا كان التوصيف الموضوعى للواقع المادى شرطا لتطويعه؛ فإنه وبنفس الدرجة شرط لتطويع الواقع الإنساني. إلا أن الرصد الموضوعى متابعة قراءة مواجهة الواقع شرط لتطويعه
حكاية كتاب عن إسرائيل
تلقيت أخيرا رسالة من الصديق الفلسطينى الأستاذ الدكتور شريف كناعنة أستاذ «الانثربولوجيا النفسية» أو ما يطلق عليه «الثقافة والشخصية» يقول فيها «سنة 1983أهديتنى كتابك المعنون «الشخصية الإسرائيلية» ويظهر أنى وضعته بين كتبى المبعثرة فى مكتبى عدة آلاف منها ونسيته حتى وقع بين يدى بالصدفة. قضيت آخر أسبوعين أقرا ذلك الكتاب الجميل. وقد قرأت فى حياتى مئات الكتب فى هذا الحقل ولكن شعرت أن كتابك هو أفضل ما قرأت فى الحقل مطلقاً. فتساءلت بذهنى إذا كنت قد عدت إلى هذا الموضوع ونشرت كتباً أو مقالات أخرى. وعلى الرغم من مرور فترة طويلة فان الكتاب يستحق أن يعاد نشره فى طبعة جديدة للاستفادة منه ولاستثارة الهمم لمتابعة البحث فى هذا الموضوع. حبذا لو قام بعض طلبة الدكتوراه لديكم بمتابعة نفس الموضوع على الدراسات التى صدرت منذ 1973 ويمكن أن يكون موضوعاً لرسالتين واحدة لفترة 1973-1995 والثانية لفترة 1995- الوقت الحاضر. كتابك جميل ومهم جدّاً ولا يجوز أن يوضع على الرّف وينسى؛ إنه يستحق المتابعة من قبل طلبة الدكتوراه ومن قبل الأكاديميين فى العالم العربى وفى باقى بلدان العالم، وحبذا لو جرى عقد مؤتمر أكاديمى حول نفس الموضوع. آسف إذا كنت قد أطلت الحديث ولكن الموضوع مشوق ومهم وكتابك هو المفتاح ولا يجوز إهماله أو نسيانه».
الكتاب متاح مجانا على شبكة الإنترنت، ومحاولة تحديث مادته التى بدأ تجميعها إثر هزيمة يونيو 67، وفقا لما جرى على مكونات إسرائيل نفسيا واجتماعيا من تغيرات جذرية يتطلب جهدا كبيرا؛ ولكن كلمات صديقى أثارت شجوني؛ وتذكرت أن هذا الكتاب متابعة قراءة حكاية كتاب عن إسرائيل
العلاجات النفسية .. بين الحاضر و المستقبل
تلقيت أخيرا دعوة كريمة من الصديق الدكتور محمد غانم باسم «المؤسسة العربية للعلاجات النفسية» لافتتاح موسمها الثقافى الأول؛ وقد استوقف انتباهى أنه على رأس تلك المؤسسة الشابة نخبة من الأطباء النفسيين بالإضافة إلى نخبة من المعالجين النفسيين من غير الأطباء؛ وهى سمة تشى بتأكيد فكرة «الفريق» فى مجال العلاج النفسى وهى الفكرة التى دشنها منذ سنوات طوال الأصدقاء أحمد عكاشة ومحمد شعلان و يحيى الرخاوى و ما زال تلامذتهم على الدرب سائرين.
لقد ألفنا طويلا الحديث عن «العلاج النفسي» مستخدمين صيغة المفرد وألف لام التعريف؛ ولقد بدأ استخدام هذا المصطلح الأحادى مع نشأة العلاج النفسى الحديث باعتباره فرعا من فروع الطب يقوم أساسا على التعامل مع «المرض» باستخدام العقاقير التى تحدث تأثيرها بصرف النظر عن هوية «المريض».
ولم يكن ذلك الفصل الذى قد يبدو اليوم متعسفا بين «المرض» و«المريض» أمرا غريبا على تراث الممارسة الطبية المتخصصة التى تقوم على متابعة قراءة العلاجات النفسية .. بين الحاضر و المستقبل
خدعوك فقالوا الأرقام لا تكذب
نشأت كبقية أطفال مصر فى بيئة تعليمية مدرسية تقوم على الفصل القاطع بين «العلوم الحقيقية اليقينية» و بين «الدراسات الفلسفية الاحتمالية»؛ وأصبح مألوفا أن نتحدث عن «شهادة الثانوية علمي» فى مقابل «شهادة الثانوية أدبي»؛ بل إننى أتوجس أن يكون ذلك التعريف الضيق للعلم قد امتد إلى صناع القرار فى الدولة بحيث اقتصر عيد العلم الأخير الذى أبهجتنا عودته بعد طول غياب، على تكريم الحاصلين على جوائز الدولة التى تمنحها أكاديمية البحث العلمى وتختص بالعلوم دون تلك التى تمنحها وزارة الثقافة فى الآداب و الفنون و العلوم الاجتماعية رغم تعادل النوعين من الجوائز ماديا و معنويا.
لقد كان حظى استثنائيا حين حصلت على شهادة الثانوية العامة عام 1954 حيث كانت التخصص الأدبى فى تلك الشهادة ينقسم فيما أذكر إلى شعبتين: أدبى رياضة وأدبى فلسفة؛ واخترت شعبة أدبى رياضة التى تجمع بين متابعة قراءة خدعوك فقالوا الأرقام لا تكذب
مخاطر احتكار العلم
فى خضم ما تعانيه بلادنا من رصاصات الإرهاب؛ يبدو للبعض أن سبيلا من سبل العلاج هو التقدم العلمي؛ ويصل الأمر بهم إلى طرح تطوير مناهج التدريس فى مجال العلوم «المنضبطة» فى مقابل ما يرونه من جمود فى مناهج التدريس فى المؤسسات الدينية وما يرونه من «نسبية» تميز العلوم الإنسانية؛ محاولين إدراج سعيهم ضمن منظومة مواجهة الفكر الإرهابي.
ويكون المقصود بالعلم لديهم تخصصات محددة كالفيزياء والكيمياء وكذلك الطب والهندسة فى مقابل تخصصات أخرى يخرجونها من دائرة العلم كالاجتماع وعلم النفس والفلسفة وبقية ما يعرف بالعلوم الإنسانية. ويستندون فى دعواهم إلى أننا نستورد من الغرب منتجات تلك العلوم من الإبرة إلى الصاروخ، ولذلك رسخ لدينا أن إتقان دراسة تلك المقررات العلمية كفيل بدفعنا للحاق بركب الدول المتقدمة ومن ثم «تجفيف منابع الإرهاب».
ولكن يغيب عن تلك الرؤية أن التقدم لا يمكن تجزئته بمعنى متابعة قراءة مخاطر احتكار العلم
مخاطر احتكار الوطنية
المرء أسير ما ألفه من أساليب حل المشكلات؛ أساليب اختبرها بالفعل وتيقن من جدواها وفاعليتها؛ويظل متمسكا بها ولو إلى حين مهما تغير الواقع من حوله، يصدق ذلك فى رؤية الأسلوب الأنسب فى تربية الأطفال بمقدار صدقه فى التحليلات السياسية وما يتبعها من أساليب التعامل مع الواقع، ويصبح العائق الأكبر هو النفور من مشقة إعادة النظر فى مدى صلاحية النظارات القديمة للتعامل مع واقع جديد؛ وتفضيل الاستمرار فى استخدام النظارات القديمة حتى لو أدى استخدامها إلى رؤية ما لم يعد موجودا، أو العجز عن رؤية ما أصبح واقعا قائما بالفعل.
ولعل نظرة عابرة إلى تراث علم النفس السياسى فيما يتعلق بصعوبة تغيير الصورة الذهنية وما يرتبط بها من صعوبة تغيير نمط التفكير تضعنا على بداية الطريق نحو فهم ما يجرى حولنا. متابعة قراءة مخاطر احتكار الوطنية
علم النفس وإدارة الأزمات
الصراع بين البشر سنة طبيعية من سنن الحياة، أما الأزمة فإنها مرحلة انتقالية من مراحل الصراع -قد تطول أو تقصر- تنجم عن تصاعد أو تصعيد المواجهة بين أطراف الصراع بحيث تؤدي إلى أحد المسارات التالية :
(أ) إما أن تؤدي إلى المواجهة المباشرة بين أطراف الصراع حيث يستخدم كل طرف ما لديه من قوى اقتصادية وبشرية وعسكرية وعلمية وإعلامية … إلى آخره، وذلك وفقا لطبيعة موضوع الصراع، وينتهي الأمر بإعادة متابعة قراءة علم النفس وإدارة الأزمات