أرشيف التصنيف: مقالات

ليس للعلم لسان

كثيرا ما نسمع عبارة: ما رأى العلم؟ ما رأيك باعتبارك متخصصا؟، ويحدث أن ننزلق إلى الإجابة مباشرة سواء كان المرء متخصصا فى فرع من فروع العلوم الإنسانية أو الفيزيقية. ولقد تزايدت هذه النغمة أخيرا وأصبح مألوفا أن يستهل المرء حديثه مؤكدا أنه يتحدث من وجهة النظر العلمية، فى مواجهة العديد من الأفكار الخرافية التى تملأ حياتنا وتعطل تقدمنا الحضارى خاصة فى مجالات الطب والعلاج و غيرها من أمور تمس حياتنا ،بل تهددها من ختان الإناث إلى نقل الأعضاء إلى التداوى بعلاجات قديمة نلبسها ثوب قداسة يجعلها بمنأى عن النقد والمناقشة.

العلم لا يعرف قرارا بالأغلبية ولا حتى بالإجماع يغلق بعده باب المناقشة كما هو معروف و مبرر فى الشئون السياسية و القرارات الإدارية؛ و من أجل ذلك لا يتوقف متابعة قراءة ليس للعلم لسان

استحالة أن نرضى الجميع

خلال متابعة أدائنا الإعلامى لتصويت المصريين بالخارج، و التمهيد لمشاركتنا فى الانتخابات الرئاسية الوشيكة؛ استعدت حقيقة ثابتة يؤكدها تراث مدارس العلاج النفسي، فضلا عن علم النفس السياسي، وقبل ذلك كله دروس التاريخ: لم يعرف التاريخ البشرى من استطاع أن يقنع الجميع برؤيته، مهما تكن مشروعية ونبل مقاصده وأهدافه، وأن قدرة الفرد والجماعة على حد السواء على الحركة الرشيدة يتوقف على القدرة على دفع ثمن الاختيارات، وأن الأمر فى النهاية يحسمه اتفاق و تعارض المصالح.

ورغم تلك الحقيقة الثابتة؛ فإن العديد من برامجنا الإعلامية حاليا لا تتحدث سوى عن إنجازات حقيقية تحققت خلال فترة الرئاسة الأولي؛ مغفلة ما تؤكده دراسات الإعلام خاصة ما يتعلق بسيكلوجية الإقناع من أن الإقناع يبدأ بعرض متابعة قراءة استحالة أن نرضى الجميع

استجلاب السعادة

قامت دولة عربية بتعيين وزيرة دولة للسعادة ومن أهم مهامها مواءمة كل خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع؛ مما يوحي بأن السعادة يمكن أن تندرج ضمن مهام الحكومات؛ و مع كل التقدير للنيات الطيبة؛ فإن الأمر في حقيقته يبعد عن ذلك كثيرا. فقضية البحث عن السعادة تضرب بجذورها بعيدا في تاريخ البشر.

لقد حاول البشر استجلاب السعادة و الطمأنة لأنفسهم بقراءة الطالع، واستقراء النجوم، ورؤي العرافين، وسحر السحرة. كما لجأوا لمن يتوسمون فيهم طيبة وعلما و متابعة قراءة استجلاب السعادة

الفكر والتفكير

ترى هل التفكير خبرة سارة؟ مؤلم؟ مريحة؟ مجهدة؟ إن صورة المفكر تبدو للوهلة الأولى صورة جديرة بالاحترام؛ كثيرا ما يطلق على بعضنا صفة «المفكر الكبير». ولكنا كثيرا ما نسمع العديد من التعبيرات الشعبية تعادل بين «الفكر» و»الغم» أو «الحزن» فيقال مثلا «إن فلانا كان عنده شوية فكر لكن راحوا والحمد لله»

نحن جميعا نفكر فى حلول لمشكلاتنا بشكل تلقائى طبيعي، وهذا ما يبدو لنا للوهلة الأولي. ولكن إذا ما تأملنا أنفسنا وواقعنا تكشفت لنا صورة مختلفة بعض الشيء. ليس صحيحا أن حل أى مشكلة يحتاج إلى تفكير، فثمة مشكلات متابعة قراءة الفكر والتفكير

عيدان في يوم واحد

تحتفل الدولة المصرية اليوم وبصورة رسمية بعيدى ثورة 25 يناير و يوم الشرطة؛ والاحتفال الرسمى يعنى ابتهاج الدولة بهذين العيدين معا و دعوة المواطنين للمشاركة فى هذه الفرحة، وبطبيعة الحال فإن الاحتفال بمثل تلك الأعياد القومية لا يعنى التغافل عما شابها أو نجم عنها من سلبيات؛ ولكنه يعنى أن إيجابيات الحدث تفوق سلبياته، وإلا لما كان هناك مبرر للاحتفال بذكراه؛ فالدول لا تحتفى بذكرى هزائمها وإخفاقاتها؛ ولكن يبقى الأهم هو استخلاص الدروس المستفادة من كلتا المناسبتين لتحاشى السلبيات و التمسك بالإيجابيات. متابعة قراءة عيدان في يوم واحد

صور زعمائنا بين التقديس و التلويث

ولد جمال عبد الناصر عام 1918 أى منذ مائة عام ولقى ربه فى سبتمبر 1970؛ و لم يكن غريبا أن يختلف الناس حول قامة مثل عبد الناصر. أنجز و أخفق و نجح وفشل ثم مضى إلى دار الحق؛ وخلفه السادات الذى كانت له بدوره من الإنجازات والإخفاقات الشيء الكثير، وكان طبيعيا أيضا أن يثور الجدل حول السادات، وأن يكون الجدل أشد ضراوة خاصة أنه أقدم على كسر كثير من «المحرمات» السياسية، وعلى رأسها إبرام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.

ويحرص بعضنا على تقديس زعيم يحبونه فيقتصرون على ذكر كل إيجابياته؛ بل وتحويل سلبياته إلى إيجابيات؛ ويحرصون فى نفس الوقت على تلويث من يكرهون مقتصرين على ذكر سلبياته و تحويل إيجابياته إلى سلبيات.

و يحضرنى فى هذا المقام كتيب متابعة قراءة صور زعمائنا بين التقديس و التلويث

خطورة التسامح المتعالى

كثيرا ما يجد المرء نفسه فى مواجهة سلوك لفظى أو عملى يثبر غضبه؛ أو يمس معتقداته أو ثوابته. ومن الاستجابات الشائعة فى مثل ذلك الموقف أن يندفع المرء إلى مهاجمة صاحب ذلك السلوك بهدف دفعه للإقلاع عن سلوكه. قد يسخر منه, قد ينبش فى ماضيه كاشفا عوراته القديمة مهددا إياه بكشف المزيد مما يبرز شذوذه إنسانيا أو وطنيا أو عقائديا.

وتعلمنا خبرات التاريخ أنه ما من مواجهة غاضبة عالية النبرة من هذا النوع يمكن أن تصل إلى نهاية ناجعة حقا؛ فالجروح والندوب العميقة التى تخلفها تظل متابعة قراءة خطورة التسامح المتعالى

علم النفس المثير للجدل (4)

يأخذ البعض على علم النفس كما سبق أن أشرنا التزام جانب التناول غير المباشر لمادة بحثه، و لو أمعنا النظر لوجدنا أن ذلك لم يعد بالأمر الغريب فى مجال العلم عموما. فليس هناك ثمة شيء مادى ملموس يسمى بالجاذبية مثلا ولذلك فحين يتصدى عالم الفيزياء لدراسة ظاهرة الجاذبية يضطر إلى دراستها من خلال تأثيرها على المواد الملموسة أى التى يمكن تناولها مباشرة، والأمر شبيه بذلك بالنسبة لعالم النفس، الذى يتعرض لتناول ظاهرة كالضعف العقلى أو الذكاء مثلا فلا يجد أمامه سوى أن يلتمس وجود تلك الظاهرة ومقدارها من خلال العديد من مظاهر السلوك الإنسانى التى يستطيع تناولها وقياسها بشكل مباشر. والخلاصة أن تلك الصعوبة ـ وبصرف النظر عن تقييمها ـ تعد أمرا مألوفاً فى العديد من مجالات التخصص العلمي، وبالتالى فهى ليست وقفا على دراسة السلوك الإنساني.

أما فيما يتعلق بأن عالم النفس يكون عرضة للتحيز متابعة قراءة علم النفس المثير للجدل (4)

علم النفس المثير للجدل (3)

انتهينا فى مقالنا السابق إلى رصد أهم وأبرز الصعوبات التى يقدمها العديد من الزملاء المتخصصين فى علم النفس، ويرتكنون إليها فى إصدار حكمهم بأن علم النفس «أصعب» من غيره من العلوم موضوعا ومنهجا. وقبل أن نعيد النظر فى تلك الصعوبات، ينبغى علينا قبل ذلك أن نؤكد أن لكل علم صعوباته الخاصة التى يواجهها، والتى سوف يظل يواجه صورا مختلفة منها طالما استمر فى طريق التطور،. ولنعد من جديد إلى تناول قضية الصعوبات المميزة لعلم النفس محاولين فى ضوء ما ذكرنا؛ تبين ما إذا كانت بحق مقصورة على علم النفس دون غيره من العلوم، بادئين بالصعوبتين المتعلقتين بالموضوع وهما التفرد والتغير.

ولنا أن نتساءل فيما يتعلق بالصعوبة الأولي، هل صحيح أن تفرد أو عدم تشابه متابعة قراءة علم النفس المثير للجدل (3)

علم النفس المثير للجدل (2)

يحدث لدى الكثيرين خلط بين الطب النفسى وعلم النفس؛ ولسنا بصدد جلاء الفروق بين العلوم الطبية ومنها الطب النفسى والعلوم الإنسانية ومنها علم النفس؛ ولكن ما يعنينا هو أننا حين نعلن عن هويتنا كمتخصصين فى علم النفس نواجه أحيانا بمن يشككون فى علمية تخصصنا كتخصص علمى قائم بذاته باعتبار أن كل فرد أكثر دراية بنفسه وبغيره و أنه ليس بحاجة لالتماس مشورة علماء متخصصين. ولا بد من الاعتراف بأن ذلك الاتهام يثير غضب الكثير منا ويدفع بهم إلى الطرف المقابل متمسكين بأن علم النفس هو أصعب العلوم.

ويمكننا أن نقسم تلك الصعوبات إلى مجموعتين، تضم المجموعة الأولى متابعة قراءة علم النفس المثير للجدل (2)