كل مقالات د. قدري حفني

علم النفس وإدارة الأزمات

الصراع بين البشر سنة طبيعية من سنن الحياة، أما الأزمة فإنها مرحلة انتقالية من مراحل الصراع -قد تطول أو تقصر- تنجم عن تصاعد أو تصعيد المواجهة بين أطراف الصراع بحيث تؤدي إلى أحد المسارات التالية :

(أ) إما أن تؤدي إلى المواجهة المباشرة بين أطراف الصراع حيث يستخدم كل طرف ما لديه من قوى اقتصادية وبشرية وعسكرية وعلمية وإعلامية … إلى آخره، وذلك وفقا لطبيعة موضوع الصراع، وينتهي الأمر بإعادة متابعة قراءة علم النفس وإدارة الأزمات

ناصر و الإخوان

نشهد هذه الأيام صخبا نخبويا حول مسلسل تليفزيوني للكاتب المعروف وحيد حامد؛ ويدور الصخب حول حقيقة انتماء الزعيم جمال عبد الناصر لجماعة الإخوان المسلمين؛ وكيف أن المسلسل يعد محاولة لتزييف وعي المصريين بحقيقة جماعة الإخوان المسلمين .

ولعل تعبير “تزييف وعي المصرين” يكشف مدي هشاشة ثقة ذلك القطاع النخبوي في جماهير الشعب المصري وكيف أن تلك الجماهير التي كثيرا ما وصفتها تلك النخبة بالوعي والذكاء والثورية متابعة قراءة ناصر و الإخوان

المعرفة سر الهزيمة ومفتاح النصر

إن نسبة كبيرة من المصريين لم يعايشوا بحكم السن حروب أمتهم انتصارا وانكسارا. البعض منهم قرأ أو سمع أصداء بعيدة لما جرى عام 48، و 56، و 67، 73. و ليس من قرأ وسمع كمن عاش واكتوى بالهزيمة وفرح بالانتصار.

وإذا كان الجميع يؤكدون ضرورة استخلاص الدروس؛ فلعل استخلاصها من الهزائم أهم من استخلاصها من الانتصارات، وذلك لأن الانتصارات بحكم ما تحمله من ذكريات مشرقة سعيدة تكون أكثر جاذبية ومن ثم يكون الإقبال على التنقيب متابعة قراءة المعرفة سر الهزيمة ومفتاح النصر

العند يورث الكفر

تقول الحكمة الشعبية «العند يورث الكفر» ولعل ذلك الربط الشعبى العبقرى بين العند والكفر يشير إلى أن ما يجمع بينها هو الإنكار.

إنكار التغير مهما يكن صارخا، والاستعلاء على الاعتراف بالخطأ والتمسك به، والإصرار على رأى أو موقف محدد مهما ترتب على ذلك الإصرار من كوارث للفرد أو للمجتمع على حد سواء. ولما كانت للمصطلحات سمعتها الاجتماعية شأن الأفراد، ونظرا لأن صفة «العند» قد اكتسبت سمعة سلبية منفرة، فقد لجأنا كما هو معتاد إلى إلصاقها بغيرنا، أما إذا ما تعلق الأمر بنا متابعة قراءة العند يورث الكفر

ما خاب من استشار

إن إحاطة القائد لنفسه بالعديد من المستشارين واللجان الاستشارية أمر إيجابى يرتبط بالحداثة والتقدم؛ ولذلك ينبغى أن ينتابنا الفزع حين نرصد فى بلادنا تنامى الميل إلى الفتوى دون تخصص أو حتى علم بالموضوع المطروح، حتى أصبح المرء يأنف من التصريح بأنه ليس من أهل الاختصاص فى موضوع معين، و صرنا ننبهر انبهارا لا حد له إذا ما أقدم متخصص فى الجيولوجيا مثلا على الفتوى فى شأن ديني، أو متخصص فى العلوم الدينية على الخوض فى قوانين علم الفيزياء، متابعة قراءة ما خاب من استشار

المسيحيون المصريون حماة وحدة الوطن

تتردد فى خطابنا السياسى الراهن الدعوة إلى ضرورة إصلاح أو تصويب أو تجديد الخطاب الديني؛ وكثيرا ما نلحق بهذه الدعوة استدراكا مؤداه أن ذلك الإصلاح المنشود لا ينبغى له أن يطول «الثوابت»؛ وسرعان ما يوافق الجميع على ذلك حرصا على التوافق دون تدبر مستحق للمقصود بتلك الثوابت التى دار ومازال يدور حول تحديدها جدل صاخب وعادة ما ينقطع الجدل فى بلادنا بغتة ويظل التحديد القاطع غائما بدعوى الحرص على وحدة الكلمة.

ومثل ذلك الجدل الصاخب شهدت مثله العديد من الدعوات الفكرية العقائدية مهما كان بعدها أو حتى تعارضها مع الدين. لقد عرفت الجماعات الأصولية جميعا قانون «لا تصويت على المبادئ» متابعة قراءة المسيحيون المصريون حماة وحدة الوطن

الحساسية للضوء

تفيض أمثالنا الشعبية وأغانينا بالعديد من التعبيرات التى تربط النور بالخير والجمال: الله ينور عليك، إنت نورتنا، الله ينور طريقك إلى آخره.

ولكن ذلك لا يعنى من الناحية العلمية أننا جميعا قادرون على الاستمتاع بالضوء حتى لو تمتعنا بنعمة البصر. فثمة من يعانون مما يعرف بمتلازمة أيرلين Irlene syndrome التى اكتشفتها الاخصائية النفسية الأمريكية هيلين ايرلين عام 1983 وتعنى نوعا من الخلل الوظيفى يعوق قدرة الفرد على القراءة فى الضوء الساطع، ويعرف أطباء العيون ما يطلقون عليه فوبيا الضوء photophobia هو انزعاج العين عند رؤية متابعة قراءة الحساسية للضوء

وداعا سعيد كمال

كلمات الرثاء التقليدية مهما كان صدقها لا تكفى لوداع مناضل فلسطينى فريد فى قامة الصديق سعيد كمال؛ وبدا لى أن خير الرثاء هو استعادة بعض كلماته التى عبرت عن أفكاره الأساسية التى ستبقى بعد لحاق صاحبها بمن سبقه من شهداء فلسطين.

لقد شرفت فى 19 يناير 2008 بإدارة ندوة أقامتها مكتبة الإسكندرية استضافت فيها الصديق سعيد كمال؛ ولم أجد فى تقديمى له أفضل من أن أذكر أن الرئيس ياسر عرفات كان يقول متابعة قراءة وداعا سعيد كمال

ليس دفاعا عن الأزهر بل عن الوطن

وقعت للمرة الأولى على تعبير «الأهداف الهيكلية» خلال متابعتى ما نشر عن قضية جاسوسية شهيرة. كانت قواتنا المسلحة تقيم هياكل تشبه الطائرات ليختلط الأمر على العدو فيوجه نيرانه إليها بعيدا عن الطائرات الحقيقية؛ وكانت مهمة الجاسوس أن يبعث إلى العدو بخرائط تبين ما هو حقيقي، وما هو هيكلى من تلك الأهداف.

وتذكرت أيضا ملحة نرددها أحيانا على سبيل الفكاهة تتحدث عن شخص وقف فى الشارع تحت عامود نور يبحث عن شيء مفقود متابعة قراءة ليس دفاعا عن الأزهر بل عن الوطن

عدوك عدو وطنك

كثيرا ما تعلو هذه الأيام نغمة الحديث عن ضرورة الوحدة الوطنية ومخاطر الفتن الطائفية على وجود الدولة والوطن؛

وقد صدرت فى مطلع مارس الحالى فى نهاية «مؤتمر الحريَّة والمواطَنة التنوُّع والتكامُل» وثيقة تحمل اسم «إعلان الأزهر» أشارت مقدمتها بوضوح إلى أنها تصدر «انطِلاقًا من الإرادةِ الإسلاميَّةِ – 0المسيحيَّةِ المُصمِّمةِ على العَيْشِ المشترَك» و أن «الأزهر ومجلس حكماء المسلمين ومسيحيِّى الشرق يَلتَقُون اليومَ من جديدٍ على الإيمان بالمساواة بين المسلمين والمسيحيين فى الأوطان والحقوق والواجبات، باعتبارهم أُمَّة واحدة، للمسلمين دِينُهم، وللمسيحيين دِينُهم»

ورغم أن الوثيقة تحمل اسم «إعلان الأزهر» فإنها لا تعبر عن رأى الأزهر وحده؛ بل تعبر عن متابعة قراءة عدوك عدو وطنك